
حذارِ من الإخلال بالآداب على منصات التواصل!
يخوض مثقفون جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد المحتوى الهابط على مواقع التواصل، تحت وسم “لا تجعلوا من الحمقى مشاهير”، وذلك بالتوازي مع قرارات جريئة ضد مؤثرين جزائريين معروفين، أبرزهم “كوكو القرش”. ويطالب هؤلاء بوضع حد لنشاط “التفاهة” على شبكات التواصل الاجتماعي، لأنها تتعلق بأفعال “مخلة بالأخلاق” أو “مخالفة للقانون”، و”محتوى هابط”. وكشفت مصالح أمن ولاية الجزائر عن توقيف “القرش” في قضية تتعلق “بالإخلال بالآداب العامة والتحريض على الرذيلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي”. كما أشارت إلى أن التوقيف جاء بعد رصد فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشخص يقوم بفعل خادش للحياء ويتلفظ بعبارات نابية في بث مباشر عبر أحد التطبيقات”. وتم توقيف المؤثر المعروف “كوكو القرش”، ذي ربع مليون متابع على إحدى صفحاته في “تيك توك” بعد تداول مقطع فيديو له رفقة مؤثر آخر، ما أثار استنكارا من قبل رواد التواصل، قبل أن تتدخل المصالح المعنية لتوقيف المعني. كما تم سابقا توقيف مؤثر آخر وهو “اللورد جيجي” بسبب صور نشرها على صفحته التي يتابعها أكثر من 200 ألف شخص. وقال الكاتب محمد رابحي إن “المشهد الافتراضي صار يعج بأفعال غير أخلاقية لو تم ارتكابها في الواقع لعوقب أصحابها بإجراءات ردعية، وهو ما يستلزم تطبيق هذه القوانين على مرتكبي نفس الأفعال في شبكات التواصل الاجتماعي التي تستقطب ملايين المشاهدات”، حسب إفادته لـ”الصوت الآخر”. ولم يتردد الناشط الجمعوي سامي عيساوي في الدعوة إلى “سن تشريعات لتجريم ترويج الفساد الأخلاقي لأنه بيهم في تدمير ما تبقى من المنظومة القيمية للمجتمع الجزائري”، وأوضح عيساوي لـ”الصوت الآخر” أن ذلك لا يعني تضييقا على الحريات ولكنه ضبط للممارسات الواقعة بمنصات التواصل الاجتماعي؛ مضيفًا أن كثيرا من المثقفين لا يُنتجون أي محتويات إيجابية على الشبكات الاجتماعية، ولكنهم لا يترددون في نقد ما هو موجود، وأكد أن ذلك “قمة السلبية والانهزامية لمن يفترض أنهم نخبة”. ودعت عضو اتحاد الشباب للتنمية وترقية المواطنة بولاية الجزائر والشاعرة كريمة مخطاري إلى الاستمرار في حملة المقاومة لكل الأشياء المبتذلة على فيسبوك وتيك توك وغيرها؛ وأبرز متحدثة “الصوت الآخر” أن المثقفين يتحملون جزءً من مسؤولية هذا الوضع، لأنهم تركوا الساحة فارغة أمام أصحاب المحتويات الهابطة، والمفترض أن من يبث فيديوهات أو يروج لمنشورات منافية للأخلاق العامة وقيم الأمة وهويتها، يواجه آليًّا بالردع، وفق تعبيرها. وبدوره، الشاب عبد الرؤوف معزوز وهو صانع محتوى افتراضي سياحي من ولاية ميلة، إنه وجب الرد على “المحتويات الهابطة” من خلال إغراق منصات التواصل الاجتماعي بالمحتوى الهادف، مستعرضا لـ”الصوت الآخر” أعمالا يقوم بها رفقة أصدقائه للترويج للسياحة الداخلية في البلاد، داعيًا السلطات إلى الاهتمام بصناع المحتوى السياحي والتعليمي الهادف.
م.ب