2025-02-10 01:43

تم امس حفل اختتام مشروع STED-AMT، الذي يهدف إلى تطوير المهارات لدعم التجارة والتنوع الاقتصادي، ويُعد هذا المشروع نموذجًا متميزًا للتعاون بين منظمة العمل الدولية والوكالة الكورية للتعاون الدولي KOICA ومختلف القطاعات الأساسية في الجزائر.

استمر المشروع على مدار 61 شهرًا، حيث سلط الضوء على أهمية التخطيط الاستراتيجي لتطوير المهارات بما يتماشى مع احتياجات السوق، وهو ما يُعتبر ركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. كما يمثل المشروع خطوة جوهرية نحو مواءمة المهارات مع متطلبات الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسية القطاعات الاستراتيجية التي تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. في إطار سعي الجزائر لتحريك النمو الاقتصادي وتنويع الصادرات بعيدًا عن الاعتماد على المحروقات، يأتي مشروع STED-AMT ليوفر منهجية عملية للتنبؤ باحتياجات السوق من الكفاءات، وذلك لدعم التجارة والتنويع الاقتصادي.

تم اختيار ثلاث منتجات رئيسية هي التمور، زيت الزيتون، والصناعات الكهرومنزلية، والتي تُعتبر قطاعات واعدة لتعزيز الصادرات وخلق فرص عمل جديدة. وقد شمل المشروع تحليلًا دقيقًا لكل منتج، مما سمح بتحديد الاحتياجات من الكفاءات حتى عام 2028، وتحليل عروض العمل ومقارنتها بالاحتياجات الفعلية، وبالتالي تحديد الفجوات ووضع آليات لتعزيز وتطوير الكفاءات المطلوبة لتحقيق النمو الاقتصادي وزيادة الصادرات.

من أبرز المحاور التي ركز عليها المشروع هو تثمين المورد البشري وتنمية روح المقاولاتية، وذلك تماشيًا مع السياسة الاقتصادية للجزائر التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد والبحث عن موارد خارج قطاع المحروقات. كما أولى المشروع اهتمامًا خاصًا بسوق العمل، ساعيًا إلى سد الفجوة بين العرض والطلب على العمالة، مع التركيز على مواءمة برامج التكوين المهني وسياسات التعليم العالي مع متطلبات السوق واحتياجات الاقتصاد الوطني.

وفي ظل التحديات التي يفرضها التطور السريع للتكنولوجيا، تم التأكيد على ضرورة تعزيز المهارات الرقمية لضمان توافق الكفاءات مع المتغيرات العالمية.

خلال حفل الاختتام، تم التأكيد على أهمية الاستفادة من التوصيات والمخرجات التي توصل إليها المشروع، والتي تُشكل قاعدة صلبة يمكن الاعتماد عليها لزيادة فعالية استراتيجيات التنمية القطاعية، وتعزيز المهارات القطاعية، وتطوير الكفاءات، وخلق فرص عمل جديدة. كما أُشير إلى أن العمل لم ينتهِ بعد، بل إن الجزائر تقف على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب ترجمة هذه التوصيات إلى إجراءات ملموسة لوضع أسس اقتصادية قائمة على الكفاءات، وقادرة على تحقيق الازدهار للبلاد. وقد توصل المشروع إلى مجموعة من النتائج الملموسة، منها رصد آليات لتلبية احتياجات سوق العمل من الكفاءات على المستوى الوطني.

تشمل هذه الآليات إنشاء هيئات متخصصة، ووضع أطر قانونية داعمة، وتطوير أدوات عمل فعالة، وإنشاء منصة رقمية لإدارة بيانات سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، تم العمل على وضع استراتيجيات قطاعية للاستثمار والتصدير للمنتجات والقطاعات المستهدفة في المشروع. كما تم التركيز على ضرورة دعم الجامعات ومعاهد التعليم التقني والمهني لتطوير أدوات ومناهج مرنة تمكن من تحديث برامج التكوين والتعليم بما يتلاءم مع احتياجات الكفاءات في الجزائر. يُعد مشروع STED-AMT خطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد متنوع وقائم على الكفاءات، مما يعزز من قدرة الجزائر على مواجهة التحديات الاقتصادية المستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.