
ناقش الاثنين ، البروفسور امحمد العماري خلال “منتدى مكتبة المطالعة” بالعاصمة، الروائي موهوب رفيق، في عدة مواضيع تتعلق بالبناء السردي في رواية “الهرّاب” الصادرة عن دار “فهرنهايت” وقد تطرق إلى بعض نقاط الظل التي تجعل القارئ يتساءل عن استراتيجية كتابة هذه الأخيرة.
وكانت الأسئلة والأجوبة بمثابة المصباح الكاشف لكثير من الخطوط الإبداعية في الرواية. وقد انطلق نقاش البروفسور العماري من إثارة قضية الزمن في الرواية، حيث تساءل في خضم النقاش والعرض عن استراتيجية الزمن قائلا “على مستوى الزمن إن الروائي موهوب رفيق تمكن من توظيف الزمن بشكل لافت للنظر وبصورة دقيقة جدا فنذكر مثلا سنوات معينة وتواريخ مضبوطة مثلا 15 مارس 1973 (ص 90) شهر رمضان 1996 (ص 65) و”سنة 1992 أياما بعد توقيف المسار الانتخابي” وتُسند لتلك التواريخ أحداث يبدو أنها حقيقية وليست مستمدة من خيال الكاتب الخاص.
كما تساءل هل هذا راجع لتكوين الكاتب الأكاديمي باعتبار أنه درس التاريخ في الجامعة، أم وظف تلك التواريخ من خلال ممارسته الإعلامية التي وفرت تلك المادة الخصبة من الأحداث والمرتبطة بتواريخ معينة؟ وأين وظفت خيالك في إنتاج زمن روائي تخيلي مقترن بأحداث لم تقع في الواقع؟ ثم ما هي الحدود بين الزمن الواقعي والزمن التخيلي في كتابة رواية “الهرّاب”.
وقال الروائي موهوب رفيق إنه يفضل الدقة التي تجعل القارئ يعيش أطوار الرواية بكل تفاصيلها ويتفاعل مع الزمن وأبطال الرواية بشكل متناسق.
وأضاف أنه أخذ بنصيحة الروائي عزالدين ميهوبي، التي تتضمن الكتابة بطريقة سينمائية يتخيل فيها الكاتب القارئ كأنه أعمى وعليه أن يتابع بدقة كل التفاصيل.
أما في مسألة المكان: يقول البروفسور العماري “الحقيقة ما قلناه عن الزمن، أيضا يمكن قوله عن عنصر المكان، فقد وظف الكاتب أماكن حقيقية مقترنة بأحداث واقعية، مثل ذكر ألمانيا في قولك “قتل اليهود الذي بقي مستمرا بعد الحرب العالمية الثانية في كل العالم وعلى غرار ألمانيا”. وقام أيضا بتوظيف أزقة القصبة، حيث ترعرع داوود والمسجد والمدرسة وباب الواد وشارعي العربي بن مهيدي وديدوش مراد وشارع “سارتر” الذي يضم عددا من المعابد اليهودية (صفحة 49) وشارع “لوليافر” والمعبد المتواجد به، فهل كان هدفك التعريف بتلك الأماكن للقارئ الذي لا يعرفها.
ورد الروائي بالقول إنه استعان ببعض الروبرتاجات الميدانية التي قام بها في يومية “الخبر” وغيرها في أطوار الرواية حتى يتم تخليد أسماء الشوارع وتكون نبراسا للقارئ.
أما مسألة الشخصيات يقول العماري “يبدو من جهة أخرى توظيف الكاتب لشخصيات تاريخية مثل شخصية “غولدا ماير” (ص91) و”أندرياس بادر” (ص91) و”أريات منهوف” وشخصية “زهرة ظريف” وهكذا… والواضح المزج بين الشخصيات بمختلف انتماءاتها وأعطيت لبعضها مساحة كبيرة للتحرك داخل الرواية.
واتفق الحضور أن النقاش كان رائعا بين الروائي والبروفسور، أعطى من خلاله صورة شاملة عن رواية “الهرّاب”.
ن.ب