2025-01-18 22:50

 

ما من شك أن أعظم الحضارات هي التي تبني الانسان وليس الأحجار ولا مقابر الملوك ولو تأملنا في التاريخ سنجد ان الحضارة الأوربية الحديثة رغم اختلافنا العقائدي مع بعض مظاهرها هي اعظم الحضارات بجانب الحضارة الاسلامية التي اهتمت ببناء الانسان بعيد عن السخرة وعبادة شهريار الإله بل انها اقتربت كثيرا من تعاليم الاسلام الذي ظلت تعاديه لقرون عديدة منذ العصور الوسطي و الحروب الصليبية حتى قيام النهضة الاوروبية ، هناك شعوب ودول كتيرة اخترعت تاريخ وحضارات قديمة لها وهو امر ليس بالصعب على الباحثين والمؤرخين ورجال الآثار .

اقل شئ من خلال القبور والحفريات ، و لا شك في عراقة الحضارة المصرية القديمة والبابلية والفينيقية والاشورية واليمنيه ،وايضا هناك حضارات للبربر والأمازيج والمرابطين والموحدين في شمال افريقيا ، وبعيدا عن مسألة من اخترع الكتابة والورق وعرف الزراعة اولأ المصريين ام الصينيين ، وسنلاحظ ان عدة دول عربية اصبح لديها حضارة قديمة حتى دول الخليج الناشئة في مطلع الستينات والسبعينات تدرس في كتبها حضارتها العظيمة قبل التاريخ ..

في ليبيا مثلا يتفاخرون في مناهجهم التعليمية ان ملكهم (شاشانق ) وهو من اصل قبائل( التمحو والمشواش ) علما انه كان احد الجنود المرتزقة في جيش فرعون لكنه استولي على الحكم في مصر وأسس الاسرة ٢٢ الفرعونية وبالتالي يرون انفسهم جزءا من الحضارة الفرعونية وفي الامارات العربية المتحدة هناك ايضا حضارة ام النار وحضارة دلمون وماجان في البحرين التي امتدت من سواحل الكويت حتى الامارات .

وفي ارتريا واثيوبيا كانت هناك حضارة اكسوم اما في السودان العريق فكانت حضارة كوش التي تفاعلت وتأثرت بحضارة مصر ومملكة نباتا ، في قطر ايضا والسعودية كانت مملكة لحيان وكندة وحضارة المقر وغيرها .. نعم كل دولة عربية الان لها تاريخ وحضارة قديمة وان لم تجد يتم اعداد اختراع لها يناسب عولمة العصر ! نحن نؤمن ونعتز نعم بتاريخ اصالتنا وعراقتنا الحضارية ونعلم اثر السياحة وتنميتها وقدرتها على زيادة الدخل القومي بمعدلات ضخمة لكن لماذا توقفت الهوية عند هذا الحد من التاريخ فقط، اين نحن من هويتنا العربية وحضارتنا الاسلامية ؟

بل اين نحن من الحضارة الاوروبية الان ، الواقع ان هذه الحضارات لا تخدم الان الا جذب السياح فقط الي معالمنا العتيقة حتى بتنا نشعر اننا جامدين من الصخر والحجارة مثلها . في الجانب الآخر نجد حضارة اوروبا قد رفعت من شأن الإنسان وعملت على حمايته وتكريس حقوقه كمواطن واجتهدت من اجل رفاهيته واسعاده فاوجدت له الهوية والانتماء وجعلت منه شريكا حقيقيا في ثروات مجتمعه فأدرك قيمة العلم والعمل بعد ان كان يعيش في العصور المظلمة اما في عالمنا العربي فنحن ما زلنا نتقن الكلام في كل شي إلا العمل من اجل رفاهية الانسان …..

 بقلم المؤرخ والأديب / طارق فريد

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.